2013-03-07

تقارير | النفايات الطبية تملأ شوارع القليوبية.. ومحارق المستشفيات خارج الخدمة

جريدة الوطن
- جريمة خطيرة تشهدها شوارع القليوبية، يرتكبها مسئولو المستشفيات والعيادات الطبية الخاصة المنوط بهم الحفاظ على صحة المواطنين ومكافحة الأوبئة والأمراض، إلا أنهم ضربوا كل الأعراف والمواثيق عرض الحائط، ويلقون مخلفاتهم الطبية الخطرة فى الشوارع، ليعبث بها جامعو القمامة والأطفال، مما ينذر بكارثة بيئية وصحية خطيرة، فى الوقت الذى يستولى فيه بعض أصحاب مصانع الأدوات المنزلية على هذه المخلفات الخطرة، ويقومون بإعادة تصنيعها لتصبح قنابل موقوتة محمّلة بالجراثيم داخل كل منزل، مما يعرّض الكبار والصغار للمشكلات الصحية وأمراض الالتهاب الكبدى الوبائى بسبب الإهمال.

أصابع الاتهام توجّه فى كل مرة تثار فيها الظاهرة إلى مستشفيات بنها التعليمى والتأمين الصحى ومستشفى الأطفال التخصصى ببنها كمثال لما يحدث على أرض المحافظة، بإلقاء مخلفاتهم الطبية بجوار استاد بنها الرياضى، مما يؤدى إلى انتشار الأوبئة والحشرات وتجمُّع الحيوانات الضالة حولها، الأمر الذى يجعل المستشفى وما حوله بيئة غير صالحة ومشهداً غير حضارى.

ويؤكد سامى عبدالوهاب أمين عام حزب «الكرامة» بالقليوبية، أن هذه المخلفات تحمل خطراً كبيراً لكونها تختلف عن القمامة العادية، والمؤسف فى الأمر أن عدداً من المناطق المجاورة للمستشفيات بالمحافظة تحوّلت إلى تجمُّع لجامعى القمامة طوال اليوم لجمعها واستخدامها فى تصنيع طراطير الأطفال من خراطيم أجهزة المحاليل، مشيراً إلى أن جميع المستشفيات لا تهتم بصيانة المحارق الطبية أو لا تمتلك محارق من أساسه، وجرى ضبط إحدى الممرضات وهى تلقى القمامة.

وكشف أمير فاروق (مدرس)، عن أن النفايات التى تخرج من المستشفيات تلقى فى مكان حساس جداً بجوار الفندق الكشفى الملحق بالاستاد الرياضى ببنها.

وقال رمضان العطرب عضو حركة «كفاية» بالقليوبية: أن معظم المستشفيات والعيادات سواء عامة أو خاصة غير متعاقدة مع محرقة بسبب عدم وجود سيارة مجهّزة لجمعها ونقلها إليها، خصوصاً أن هذا شرط لإصدار تراخيص لمثل هذه الأماكن.

فى المقابل، نفى مديرو مستشفيات بنها، وجود أى مخالفات تخصهم، وتبادلوا الاتهامات فيما بينهم لإلقاء المسئولية على إدارة كل مستشفى.

فى سياق متصل، تشهد محارق النفايات بالمحافظة حالة من الإهمال الشديد، حتى أصبحت تمثل كارثة صحية وبيئية.. ويؤكد محمود جمال ناشط سياسى، أن المحارق الموجودة بالمستشفيات أصبحت تمثل خطورةً بالغةً على الصحة العامة رغم أنها تدر أموالاً طائلة لمصلحة وزارة الصحة بحجة التخلُّص من النفايات الخطيرة عن طريقها رغم تعثُّرها جميعاً وعددها 15 محرقة منتشرة على مستوى المحافظة فى أداء العمل المطلوب منها، بالإضافة إلى عدم وجود سيارات لنقل النفايات الخطرة إلى المدفن الصحى.

من جانبه، قال زكريا عبدربه وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إن مشكلة التخلّص من النفايات «مزمنة، والوزارة تتعامل مع الموضوع مركزياً»، واعترف بأن المحافظة تعانى من أزمة حقيقية فى توافر محارق النفايات الطبية داخل المستشفيات، مشيراً إلى أن معظمها فى حالة مزرية، حيث تعمل محرقتان فقط من إجمالى 7 فى شبين القناطر وكفر شكر، وجرى وقفهما حالياً، إلى جانب محرقة لا تعمل فى مستشفى ناصر بشبرا الخيمة بسبب اعتراض الأهالى، كما أن محرقتى حميات طوخ والقناطر الخيرية معطلتان منذ شهر، كما يوجد محرقتان آخريان تعملان منذ عام 95 ويجب إعدامهما الآن بسبب الانبعاثات الخطرة الصادرة منهما.

وأوضح أنه فى مواجهة هذه المشكلة يجرى التخلص الآمن من النفايات الطبية من خلال التعاقد مع مجمع المحارق بالجيزة وكلية الطب البيطرى بالسادات «منوفية»، ومستشفى دسوق العام بكفر الشيخ، ونقلها بسيارات وتسديد 2.5 جنيه عن كل كيلو، وأخيراً جرى التعاقد مع مفرمة مستشفى بنها التعليمى لحين الانتهاء من مجمع المحارق بعرب العليقات بالخانكة، لتنقل كل المحارق إليه، مشدداً على أنه لا يمكن استخدام النفايات مرة أخرى لأنها جريمة يُعاقب عليها القانون. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق